التصنيفات
مقالات متنوعه

الألوان الصناعية خطر يهدد صحة الإنسان!!

الألوان الصناعية المبهرة التي تصنع تحت بير السلم دون رقابة أو محاسبة، خطر يهدد صحة الأطفال، ويتسبب في إصابتهم بالسرطانات والفشل الكلوي، بالإضافة لما تحتويه من ألوان صبغية مسرطنة.


تعتمد شركات الأغذية على الألوان الصناعية في مُنتجاتها بشكل مُلفت، غير أن بعض تلك الشركات ومصانع الأغذية والحلويات، خصوصًا التي تنتشر في “بير السلم”، تلجأ إلى ألوان صبغية جذابة بغير مواصفات قياسية في التصنيع والاستخدام. وفي هذا السياق، تقدم المهندس علاء والي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل لرئيس مجلس الوزراء ووزيري الصحة والتموين، بشأن الألوان الصبغية المسرطنة المتداولة في الأسواق ومنتشرة بشكل كبير في العديد من الأطعمة والحلوى والمشروبات. وأشار والي، في بيان له، أن الحلوى أو المشروبات ذات الألوان المبهرة التى تصنع تحت بير السلم دون رقابة أو محاسبة تتسبب في إصابة الأطفال بالسرطان والفشل الكلوى بالإضافة لما تحتويه من ألوان صبغية مسرطنة. وأوضح عضو مجلس النواب أن نسبة إصابة الأطفال بالسرطان ارتفعت من 20 ألف إلى 100 ألف سنويًا بسبب تناول الغذاء الفاسد ذات مكسبات الطعم والرائحة والألوان الصبغية المسرطنة التي تصنع تحت بير السلم دون رقابة أو محاسبة لجذب الأطفال للشراء وتناولها بشراهة وهو الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر. وطالب والي الحكومة والجهات المعنية، بتشديد الرقابة التنفيذية على الأسواق والتفتيش الدوري ومراجعة التراخيص للمصانع والشركات المنتجة للمواد الغذائية لمنع بيع وتداول الصبغات المسرطنة ووضع حل لمصانع بير السلم. وتعرف الملونات الغذائية الصناعية: بأنها مواد كيميائية يتم تصنيعها وتشكيلها وإضافتها إلى الأطعمة والمأكولات لتغيير وتحسين مظهرها، وقد تسببت في أضرار كثيرة على الصحة على رأسها السرطان، حيث تختلف عن الألوان طبيعية التي يتم استخراجها من المكونات الطبيعية كالفواكه والخضروات والمعادن. وظهرت الألوان في التصنيع الغذائي لأول مرة في عام 1856 عندما استطاع العالم وليم هنري بيركنسن، وهو واضع علم الصبغات، إنتاج أول لون صناعي Mauve بعد حصوله على الصبغة البنفسجية من التركيبة الكيميائية المعروفة بالأزوداي Azodye وهي التي تمثل بذرتين نيتروجين مرتبطين برابطة مزدوجة، وظلت المجموعة الكيميائية تلك أكبر مجموعة ملونات مستخدمة في صناعة الأغذية ومستحضرات التجميل. وتوالى إنتاج الصبغات الصناعية لتُستخدم في دول أوروبا وصولًا باستخدامها للمرة الأولى في أمريكا بعدما أجاز الكونجرس استخدام بعض الملونات في الزبدة، ثم وضع أول قانون يحدد استخدام الألوان الصناعية في الغذاء سنة 1886 بالسماح بإضافة اللون الصناعي للزبد ثم السماح باستخدام اللون الصناعي لتلوين الجبن سنة 1896، وبالوصول إلى سنة 1900 كان هناك أكثر من 80 لون صناعي يستخدم في العديد من المنتجات الغذائية. ومع مرور الوقت، ونتيجة لاستخدام بعض مصنعي الأغذية الألوان الصناعية لإخفاء وغش تجاري تحت غطاء مكياج الأغذية التي تحسن مظهر المادة الغذائية الفاسدة وتظهرها كأنها جديدة باستخدام بعض الصبغات، أدركت الحكومات أن هناك بعض المواد السامة التي قد توجد في الصبغات التي تلون الغذاء، حيث بدأ إصدار القوانين التى تمنع استخدام المواد الملونة الصناعية إلا بعد إجراء اختبارات سمية وكيميائية عليها. ويتسبب استخدام الملونات الصناعية والألوان الصبغية في أمراض صحية عديدة، خصوصًا للأطفال، حيث تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالسمنة المبكرة لأنها تعمل على زيادة نسبة الدهون في الجسم إضافة لتسببها في الشعور بالتعب والكسل والحساسية والصداع وألم الرأس، وتقلصات المعدة والإسهال، فضلًا عن نقص الحديد والكالسيوم في الجسم والعديد من الأضرار الأُخرى التي تلحق بالكبد. ويقول الدكتور محمد سيد مسعود، أستاذ التغذية، والمدير التنفيذي لمركز معلومات الأمن الغذائي، إن المادة الغذائية عندما تتعرض إلى معاملة حرارية لتعليبها أو حفظها بالتبريد أو بالتجميد تفقد لونها الأصلي، وهو ما يحدث في منتجات اللحوم وعصائر الفواكه ومنتجات الحلويات، وهنا يتم اللجوء إلى الألوان الغذائية التي تنقسم إلى صبغة طبيعية، وهي المستخلصة من نباتات أو أعشاب طبيعية، أو صبغة صناعية وهي مواد كيميائية. ويُضيف مسعود، “في البداية ليس كُل الألوان الطبيعية صحية أو غير ضارة، كما أن الألوان الصناعية، خاصة المستخدمة في منتجات بير السلم، غاية في الخطورة لأنها تُصنع من عنصر كالرصاص، وهو من العناصر الثقيلة والخطيرة التي تتسبب في فشل كلوي وتخلف عقلي، إضافة إلى أن تناول السيدات الحوامل للأطعمة بها ألوان صناعية من الرصاص من المحتمل أن يؤدي إلى وجود مرض التوحد”. ويُشير أستاذ التغذية إلى أن معظم الألوان الصناعية المستخدمة في حلويات الأطفال تحتوي على عنصر الرصاص ما قد يتسبب في سرطنة خلايا جسم الأطفال إضافة لإصابة الأطفال الذين يستهلكون كميات كبيرة منها بإفراط الحركة مما يؤثر على قدرتهم في الاستيعاب والتركيز خلال فترة الدراسة فضلًا عن تراجع مستوى الذكاء، وهو ما يستلزم إنتاج أطعمة دون إضافة أي ملونات صناعية بها وخاصة الأطعمة المقدمة للأطفال

التعليقات